الخطوات الثمانية لتصميم برامج تدريبية فعالة - عبد الرحمن محمد المحمدي... المزيد
هناك فرق دقيق ومهم بين التكليفين...؟!
يضل في عدم فهم ذلك كثير من الناس وخاصة القادة والمديرين...!
ويحتاج الأمر لمزيد من التفاصيل...
١) التكليف الأول : قاتل في سبيل الله.
٢) والتكليف الثاني: وحرض المؤمنين.
كان المُتخيل أن يكون التكليف بالقتال في سبيل الله للرسول والعموم من معه، لكن المفاجأة، أن الأمر جاء في صيغته الواضحة غير المبهمة كخطاب موجه للرسول شخصياً بشكل مباشر...!
ولم يقتصر الأمر على ذلك ، بل وزاد "لا تكلف إلا نفسك" ...!
إذا.. هل معنى ذلك أن يقاتل الرسول صلى الله عليه وسلم وحده...؟!
بالطبع هذا التصور مستحيل، فالقتال ليس فقط يتطلب الجماعة ، بل ويتطلب الإعداد المكافئ من حيث العدد والعدة، إذا فكيف يتثنى للرسول القائد صلى الله عليه وسلم أن يحملهم معه جميعا للقتال على قلب رجل واحد وبأعلى درجاء الأداء القائم على الشجاعة والإقدام والتضحية وبحب...؟!
الإجابة تكمن في الأمر الثاني وهو أيضا موجه للرسول كقائد صلى الله عليه وسلم، " وحرض المؤمنين"
حيث يقع عبء ذلك عليه صلى الله عليه وسلم ويعتبر من أحد أهم أدواره ومسؤلياته هو ؛ أن يقوم بكل وسائل التحريض (التحفيز) والإعداد، والتهيئة... لجعلهم يقدمون على هذه المهمة القتالية رغم كل ما فيها من مخاطر وتضحيات بكل رضا وحب وشغف...!
إنه الدور والوظيفة الأهم للقيادة على مر الزمان والمكان؛ فن التحفيز الخارق، والذي يغفل عنه كثير من المديرين والقادة، ليتحول العمل معهم إلى ضرب من المعاناة وشيء من العذاب...!
والسؤال الآن والذي يجب أن نجيب عليه، ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم...؟!
والإجابة بإيجاز شديد لقد قام بأعظم دور تحفيزي جعل المؤمنين يتسابقون بشغف وحب للقتال في سبيل الله إذا تطلب الأمر ذلك...!
ليس فقط في عصره بل ظل أثر هذا التحفيز ممتدا إلى يومنا هذا وسيظل إلى أن تقوم الساعة...!
ومع ذلك لا زلت أرى من يعتبرون أنفسهم قادة أو مديرين ، يفتقرون بشدة إلى آلية التحفيز ، ويعيشون على أوهام المفروض وما يجب أن يكون...!
مثل هؤلاء أقل ما يقال عنهم أنهم مديرين أدعياء وعالة، وما يترتب على وجودهم من أعباء وخسائر، أضعاف مضاعفة لماقد يكون له فائدة أو منفعة...!
فمتى يفقه كثير منا أن العمل الإداري فن وعلم ويحتاج إلى التخلى عن روح العشوائية والبلطجة؛ التي يترتب عليها ضياع كثير من الأمانات...!