الخطوات الثمانية لتصميم برامج تدريبية فعالة - عبد الرحمن محمد المحمدي... المزيد
الفرق بين الاستراتيجية والتكتيك : درس من الحرب العالمية الثانية
في العام 1940 عندما كان القائد الألماني رومل متوغلاً مع قواته في الأراضي الفرنسية تفاجأ بوجود مئات من الدبابات و المدرعات الفرنسية و الإنجليزية التي تحاصره… و بعد عدة أيام من الحصار و مع بداية تقهقر و تراجع القوات الألمانية, أدرك رومل, أن أسلحة مضادات الدبابات 37ملم ليست بالقوة الكافية لخرق هذا الحصار… و لكن ما هو البديل, فبحسب الخطة, من المفروض و من المنطقي استخدام مضادات الدبابات 37ملم لمواجهة الدبابات و المضادات!
المدافع الوحيدة ذات القوة التفجيرية و الدقة القصوى عند اطلاقها هي مضادات الطيران 88 ملم, و لكن هذه المدافع مصصمة لمواجهة الطائرات و لم تستخدم من قبل لضرب الدبابات و المدرعات…!
ولكن بالرغم من وفرة مدافع مضادات الدبابات لدي القوات الألمانية , أمر رومل بخفض فوهات مدافع مضادات الطيران لإستخدامها في مواجهة الدبابات و المدرعات و لأول مرة في تاريخ الحروب المعاصرة.
كانت النتيجة أن أصبحت الدبابات الفرنسية و اللإنجليزية مثل فتات الخبز و استطاع رومل من خلال تغير خطته و استخدام مدافع 88ملم أن يخرق الحصار و يتابع توغل القوات الألمانية في فرنسا حتى سقوط باريس….و من بعد هذه المعركة أصبحت مدافع 88 ملم أكثر المدافع شهرة في تدمير المدرعات و الدبابات و دمرت مدافع مضادات الطيران 88ملم أكثر عدد من الدبابات من أي مدفع آخر مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
لم تكن مدافع 88 ملم مصممة لمواجهة الدبابات و لكن رومل غيّر من غاية هذه المدافع و كيّيفها لتناسب حاجته, و لو أنه لم يغّير من خطته و تابع استخدام مضادات الدبابات التقليدية, لما استطاع تدمير القوات الفرنسية و الإنجليزية و متابعة احتلاله لفرنسا…. أدرك رومل أنه لا بد من التكييف و أن استخدام مضادات الدبابات كجزء من الإستراتيجية الطويلة المدى لهذه الحرب لابد من تغيرها و يجب استخدام تكتيك سريع يحقق غايته…
كان الألمان يلحقون خسائر فادحة بقوات الحلفاء في بداية الحرب, وذلك بسبب حنكة القادة الميدانين التكتيكيين الذي كانو يتكيفون مع مجريات المعارك بسرعة, و لكن في النهاية خسرت ألمانيا الحرب و ذلك لعدم وجود إسترتيجية شاملة من القيادة العليا التي زجتها بالنهاية بحرب مع الإتحاد السوفيتي الذي أنهك القوات الألمانية و كان السبب في خسارتها للحرب.
منفول.